~ 3la2 ~
عدد المساهمات : 888 نقاط التقييم : 18 تاريخ التسجيل : 23/11/2009 العمر : 34 الموقع : الاردن
| موضوع: معلومات مفصلة عن الجيش العربي الاردني السبت فبراير 19, 2011 12:37 am | |
| معلومات مفصلة عن الجيش العربي الاردني تعود جذور الجيش العربي إلى بدايات عام 1921 حيث شكلت نواته من رجال الثورة العربية الكبرى الذين خرجوا مع الأمير عبد الله بن الحسين من الحجاز لتحرير بلاد الشام, وكان هم الأمير المؤسس أن يكون للإمارة جيش يحمي أرضها وشعبها، خاصة وأن ظروف التأسيس كانت بالغة الصعوبة وكان أول تنظيم للجيش من التشكيلات التالية
أ. القــوة العربية : وهي القوة التي جاءت بمعية الأمير عبد الله بن الحسين من الحجاز إلى معان ، وقُدّر عددها بـ (25) ضابطاً و (250) جندياً .
ب. القــوة السيارة : وقد شكلت بأسلوب السرايا والفئات وكانت تضم (ثلاث سرايا فرسان، سريتا مشاة ، بطارية مدفعية ،سرية رشاشات ،فئة لاسلكي ،فئة موسيقى) وبلغ تعدادها 750 رجلا ً.
جـ. قوة الأمن العام : واجبها المحافظة على الأمن والانضباط ، وتألفت من : (قوة الدرك الثابت ، قوة الهجانة ) .
التطور
في 11 أيلول 1923 ألغيت مديرية الأمن العام وألحقت بالقوة السيارة ، فأصبحت جميع القوى العسكرية في شرق الأردن خاضعة لقيادة واحدة .
في 10 تشرين الثاني 1923 أطلق الأمير عبد الله على هذه القوات اسم ( الجيش العربي )
في 2 شباط عام 1927 صدر أول قانون للجيش أطلق عليه ( قانون الجيش العربي لعام 1927 ).
في كانون أول عام 1930 بدأ الجيش العربي بتأليف وحدة عسكرية من أبناء البادية سميت ( قوة البادية ) حيث تم إمدادها بالسيارات وأجهزة اللاسلكي .
في عام 1933 تم تشكيل قوة آلية مكونة من ثلاث سيارات عدد رجالها ما بين هجان وراكب (120) رجلاً.
في عام 1936 تم تشكيل قوة احتياطية أطلق عليها (قوة البادية الميكانيكية ) وتألفت من سريتي خياله ووحدة بادية محمولة.
في بدايات عام 1939 تحولت قوات البادية إلى ثلاث كتائب، حيث تم تشكيل كتائب المشاة الأولى والثانية والثالثة وبلغ تعداد القوات المسلحة ستة آلاف رجل حتى عام 1943.
في عام 1941 تم تشكيل سلاح الصيانة باسم قيادة الفن الأعلى .
في عام 1941 بدأت الخدمات الطبية بطبيب واحد وفي عام 1948 تم تأسيس أول محطة تضميد وتبع ذلك إقامة المستشفيات العسكرية حتى أصبحت تحوي حوالي 2000 سرير.
في عام 1948 وضعت النواة الأولى لسلاح الجو بسبع طائرات نقل صغيرة وعرف باسم قوة طيران الجيش العربي
في عام 1951 تم تشكيل مدفعية الجيش كما بدأ العمل بتشكيل السلاح المصفح حيث شكلت كتيبة المدرعات الأولى ، وفي العام نفسه بدأ تشكيل سلاح خفر السواحل . وفي هذا العام أصبح الجيش العربي يتألف من فرقة من ثلاثة ألوية ، كما كان يضم لوائي مدفعية كل منها يتكون من كتيبتي مدفعية وكتيبة ثالثة مختلطة كانت تضم بطارية مقاومة طائرات وبطارية مورتر بالإضافة إلى كتيبة هندسة وكتيبة لاسلكي وكتيبة إسعاف ميدان .
في عهد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله تطور الجيش العربي حيث قام بتعريب قيادة الجيش العربي في الأول من آذار عام 1956 وبدأ جلالة الحسين رحمه الله بإعادة بناء الجيش قيادة وتسليحاً وتنظيماً واهتم جلالته بتطوير الجيش حيث تم تشكيله بنظام الألوية ليضم أربعة ألوية مشاة .
في عام 1965 تم تشكيل خمسة ألوية مشاة جديدة حيث بلغ عدد الألوية آنذاك تسعة ألوية.
في عام 1967 نمت القوات المسلحة الأردنية وتم تشكيل الجيش على نظام الجبهات وأصبح يضم 11 لواء ( 9 ألوية مشاة ، ولوائي دروع) نظمت في الجبهة الغربية وقيادتها في رام الله ووضع بإمرتها )7( ألوية والجبهة الشرقية وقيادتها في الزرقاء ووضع بإمرتها (4) ألوية ، وقد بلغ تعداد الجيش العربي في ذلك العام نحو 55 ألف جندي وضابط .
بعد حرب 1967 ونتيجة للتطورات على الساحة الأردنية والفلسطينية تم إعادة تنظيم القوات المسلحة على نظام الفرق وتجميعها في فرقتي مشاة: الفرقة الأولى والفرقة الثانية.
في أوائل عام 1970 أعيد تنظيم الجيش العربي فأصبح يضم فرقتي مشاة ( الأولى والثانية ) وفرقة مدرعة. وشكلت الفرقة الآلية الرابعة.
وفي 21 آذار 1971 صدر الأمر بتشكيل القوات الخاصة وتألفت في البداية من قيادة القوات والكتيبة 81 .
عند نشوب حرب رمضان عام 1973 كانت القوات المسلحة الأردنية مؤلفة من فرقتي مشاة وفرقتي دروع ( الفرفة الثالثة والفرقة الخامسة ) وفرقة آلية ولواء قوات خاصة وسبعين طائرة مقاتلة حيث كان تنظيم سلاح الجو الملكي بأسلوب القواعد الجوية.
بعد انتهاء حرب 1973 تطور الجيش العربي في التسليح والتنظيم والتدريب حيث تم تنظيم الجيش بأسلوب الفرق المجحفلة أي ان كل فرقة تضم في تنظيمها مختلف وحدات المناورة واسلحة الاسناد واسناد الخدمات المختلفة، واستمر هذا الأسلوب حتى نهاية عام 1999.
في عام 1975 تم تشكيل مديرية الدفاع الجوي الميداني بعد الحصول على شبكة صواريخ هوك ( أرض – جو)، كذلك تم في هذا العام تأسيس المركز الجغرافي .
في عام 1985 أنشئت مديرية الحرب الإلكترونية .
في 24من آب 1999 صدرت الإرادة الملكية السامية بتأسيس مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير( kaddb) وهو مؤسسة حكومية تعمل ضمن نطاق القوات المسلحة في مجال التصميم والتطوير والانتقال إلى تصنيع النماذج الأولية من المعدات المدنية والعسكرية .
في بدايات عام 2000 تم إعادة تنظيم القوات المسلحة وإعادة هيكلتها بتغيير نظام الفرق إلى نظام المناطق العسكرية المجحفلة حيث تم تشكيل أربع مناطق عسكرية وفرقة مدرعة والعمليات الخاصة تضم كل منها وحدات المناورة وأسلحة الإسناد وإسناد الخدمات المختلفة، واستمر سلاح الجو الملكي في العمل بنظام القواعد العسكرية وتم إدخال أسلحة وطائرات نقل وقتال حديثة إليه ، وفي هذا العام أعيدت تسمية سلاح البحرية الملكي ليصبح ( القوة البحرية الملكية ) وتم تسليحها بزوارق ومعدات حديثة ، ولا يزال هذا التنظيم معمول به حتى الآن.
الدور القومي للجيش العربي حرب عام 1948
عندما تأزمت الأمور بعد قرار التقسيم في تشرين الثاني من عام 1947 واصلت الدول العربية اجتماعاتها لبحث الوضع واتخاذ قرارات مناسبة وكانت الآراء عديدة وموزعة , وأعلنت الدول العربية الحصار البحري على فلسطين وأخذت تفتش البواخر في المياه الإقليمية وتم الاتفاق بين دول الجامعة العربية وقادة جيوشها على أن تزحف الجيوش العربية إلى فلسطين وكانت الدول العربية المستقلة عام 1948 هي مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق واليمن والسعودية , وقد حددت مهام الجيش الأردني بالزحف نحو رام الله والقدس، ويتقدم المتطوعون المصريون على طريق الخليل وبيت لحم لتطويق القدس متعاونين مع الأردنيين الذين يجب أن يحاصروها من الشمال والشرق وأعطيت القيادة العامة لهذه الجيوش لجلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه .
سيــر العمليات القتالية : لقد مرت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى من 15 أيار إلى 11 حزيران و في هذه المرحلة تمكن الجيش العربي الأردني من الاستيلاء على أريحا والبيرة في 16 أيار وفي يوم 28 أيار سقطت مدينة القدس القديمة بيد القوات الأردنية وفي 30 أيار احتلت القوات الأردنية رام الله واللد والرملة وأصبح الجيش الأردني على بعد ثمانية أميال من تل أبيب وتم الاتصال بينه وبين الجيش المصري جنوب القدس ،كانت الجيوش العربية الزاحفة تحرز الانتصارات فسقطت مدن نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية كما سقطت غزة بيد القوات المصرية وأحرزت القوات السورية انتصاراتها فسقطت بيدها طبريا سمخ وصفد , ثم أعلنت الهدنة بين القوات العربية واليهودية .
المرحلة الثانية وهي مرحلة ما بعد الهدنة ، إذ تمكن اليهود من الاستفادة من الهدنة وطلب المساعدة الحربية من مختلف أقطار العالم فخرق اليهود الهدنة وفي 15 تموز قرر مجلس الأمن الدولي أن الحرب الدائرة في فلسطين تهدد السلام العالمي وبعد يومين قرر وقف القتال لكن اليهود أعلنوا التعبئة العامة في 22 آب وأطلقوا النار على وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت وأردوه قتيلاً .
المرحلة الثالثة في 8تشرين أول 1948 – 7 كانون ثاني 1949 وفي هذه المرحلة شنت إسرائيل هجمات عنيفة في 9 تشرين أول على مواقع الجيش المصري وأقترح الدكتور (نبش) الوسيط الدولي وقف القتال لمدة أربعة أيام لكن اليهود لم يذعنوا وفي 8 تشرين أول وافقت مصر على وقف إطلاق النار وتدخلت الدول الأجنبية ونجحت أمريكا عن طريق توجيه إنذار لليهود بوقف إطلاق النار ليباشر العرب واليهود المباحثات في رودس , وقد نجح الجيش العربي الأردني في الحفاظ على عروبة القدس خلال هذه المرحلة بعد أن حال دون احتلال اليهود للضفة الغربية .
(أ) معركة القدس 15 – 28 أيار 1948م بدأ القتال في القدس بعد انسحاب قوات الانتداب منها حيث أخذ اليهود داخل المدينة وخارجها يقذفون الأحياء العربية بمدافع الهاون وقدر عدد القوات اليهودية داخل المدينة بين 6 – 8 آلاف جندي
عندما اشتدت وطأة القتال في القدس وخشي السكان العرب سقوط المدينة أرسلوا برقية إلى الملك عبد الله الأول في عمان يناشدونه نجدتهم فأصدر أوامره بتحريك القوات إلى القدس وأخذت قوات الجيش العربي الأردني تتجه إلى القدس وكانت (السرية الأولى المستقلة) أولى هذه القوات في احتلال مواقعها في جبل الزيتون والطور ودخلت من باب المغاربة داخل أسوار المدينة وبدأت بالاشتباك مع قوة من البالماخ كانت تشق طريقها إلى الحي اليهودي عن طريق باب النبي داود وتمكنت السرية الأولى الأردنية من طرد عناصر البالماخ اليهود خارج الأسوار ومنعتهم من الاتصال بالقوات اليهودية داخل الحي اليهودي .
(ب) معارك اللطرون وباب الواد .
تأتي أهمية موقع باب الواد العسكرية من حيث اعتبارها مفتاح مدينة القدس , وقد قاتل الجيش العربي في هذه المعارك قتال الأبطال وأوقع أكبر الخسائر في صفوف العدو الإسرائيلي ودمر الكثير من معداتهم القتالية وسقط من أبطال هذا الجيش العديد من الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى القدس .
عندما قام الملك عبد الله الأول بزيارة مواقع القتال في اللطرون وباب الواد وشاهد بطولات هذا الجيش العربي وجثث اليهود وآلياتهم المدمرة شكر كافة أفراد ومرتبات الجيش العربي وأثنى على شجاعتهم وتضحياتهم وأطلق على الوحدة التي كانت تقاتل في معارك باب الواد واللطرون اسم الكتيبة الرابحة وهي التي كانت تسمى الكتيبة الرابعة .
كما شهدت عمارة النوتردام هجوماً قوياً نفذته الكتيبة الثالثة واستبسل أبطالها في محاولة احتلال هذه البناية اليهودية التي يتحصن بها مئات المقاتلين اليهود واستمر الهجوم عليها وحصارها حوالي ثلاثة أيام باعتبارها كانت تسيطر على منطقة باب العمود وقدمت هذه الكتيبة الكثير من الشهداء وقد أشار اليهود إلى ذلك اليوم 24 أيار في النوتردام لكثرة خسائرهم بأنه يوم مذبحة دامية .
وفي تلة الرادار التي تسيطر على مستعمرة الخميس والتي تمكنت القوات اليهودية من احتلالها بعد الانتداب دارت معارك ضارية بين السرية الرابعة من الكتيبة الأولى من اللواء الأول حيث تمكنت من طرد القوات اليهودية منها وقتلت منهم 13 جندياً واستشهد من أفرادها أربعة جنود وجرح ستة عشر آخرون بينهم قائد السرية واستطاعت الاحتفاظ بالموقع ومنع اليهود من احتلاله مرة ثانية بالرغم من كل محاولاتهم من أجل ذلك .
وأثناء إعلان الهدنة الأولى اعتباراً من صباح يوم 11 حزيران 1948 استغل الجيش العربي الأردني أسابيع الهدنة في إعادة التنظيم وتم تشكيل الكتيبة الخامسة وعندما استؤنف القتال ثانية في 9 تموز استطاع الجيش الإسرائيلي انتزاع زمام المبادأة الإستراتيجية من الجيوش العربية وحافظ على ذلك طيلة باقي أيام القتال بالرغم من فشله في بعض المعارك التعبوية مع الجيش العربي الأردني في باب الواد واللطرون .
وفي مرحلة الهدنة الثانية لم تتقيد القوات المعادية بقرار مجلس الأمن وواصلت اعتداءاتها على كافة الجبهات ومنها مواقع القوات المصرية وفي ذلك الوقت لم تكن المعلومات عن سير القتال على هذه المواقع تصل إلى الحكومة الأردنية أو قيادة الجيش العربي الأردني وعندما علمت الحكومة بذلك بعد أن تم محاصرة القوات المصرية قامت بتجهيز مجموعة قتال مؤلفة من سريتي مشاه وسرية مدرعات وحركتها إلى الخليل واستطاعت أن تفك الحصار عن القوات المصرية وحافظت على الخليل وبيت لحم من أية هجمات إسرائيلية وقد جرت مباحثات أطلق عليها اسم رودس تبعتها هدنة دائمة وقعت عليها جميع الأطراف المتحاربة بتاريخ 3 نيسان 1949م .
حرب عام 1967 م
يعد عدوان الخامس من حزيران عام 1967 من أكبر الكوارث التي لحقت بالعرب في تاريخهم الحديث لأن هذه الحرب أدت إلى احتلال أجزاء واسعة من أراضي ثلاث دول عربية هي (مصر , سوريا , الأردن) .
أسبـــاب الحـــرب : رغبة إسرائيل في التوسع . إحراز تفوق إسرائيلي عسكري وسياسي واقتصادي على العرب يمكنها من السيطرة مستقبلاً على الأراضي التي ستكسبها خلال هذه الحرب . إغلاق مصر لمضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية . تخوف إسرائيل من جمع الشمل العربي وتنامي القوة العسكرية العربية . النشاط الخطير المزعوم للفدائيين من الأراضي السورية . رغبة إسرائيل في القضاء على الجيوش العربية . زيادة أعداد المهاجرين إلى إسرائيل . انتهاز فرصة انشغال مصر في حرب اليمن .
الجبهـــة الأردنية/سير العمليات.
بعد أن تم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن ومصر في 30 أيار 1967 فقد وضعت القوات المسلحة الأردنية في حالة تأهب قصوى وعين اللواء المصري عبد المنعم رياض قائدا عاما يساعده اللواء الركن عامر خماش رئيس هيئة الأركان الأردني وجاء سير العمليات العسكرية بين الجيش العربي الأردني والجيش اليهودي على النحو الآتي :
نتيجة لتطور الأوضاع على الجبهة المصرية ونبأ تدمير المطارات المصرية أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين أوامره بالاشتباك على طول خط وقف إطلاق النار السابقة وصدر أمر لقيادة الجيش العربي الأردني باحتلال (جبل المكبر) المقام على قمته مبنى هيئة الأمم المتحدة وتم تكليف إحدى الكتائب في المنطقة بتنفيذ المهمة يوم 5 حزيران 1967 وحاولت القوات الإسرائيلية استعادة جبل المكبّر وقامت بتوسيع كل هجومها على محاور عدة شملت بقية المواقع الأردنية على طول خط المواجهة وقامت قوات العدو المؤلفة من (لواء مظليين ، لواء عصيوني) لواء هاري ايل الآلي ، لواء مشاة محمول ولواء مشاة) وباشر اللواء هاري ايل بالتعرض ضد المواقع العسكرية الأردنية المحيطة بمدينة القدس مساء يوم 5 حزيران وباشر الهجوم من ثلاث جهات بقصد احتلال المناطق الحيوية المسيطرة على طريق القدس وباب الواد ، وهي تل الرادار وتل الشيخ عبد العزيز وتل النبي صموئيل ، وتصدت لها وحدات اللواء الهاشمي وأوقعت بين صفوفها خسائر كبيرة.
نظراً لتفوق العدو ولما يملكه من تعزيزات وأسلحة وذخائر وقرب مواقع التزويد لقواته ومساندة سلاحه الجوي تمكن من احتلال منطقة رام الله يوم 6 حزيران وفي منطقة اللطرون وتل الغول قصفت طائرات العدو بشدة مواقع القوات الأردنية وأوقعت خسائر كبيرة بين أفرادها وتمكنت قوات العدو المدرعة من احتلاله .
معركة القدس
كانت القوات الأردنية المناط بها الدفاع عن القدس تتمثل بلواء الملك طلال بوحداته الثلاثة أما القوات الإسرائيلية المعادية فقد تألفت من (لواء مظليين يحتل جبل الطور( المطلع) ويحيط بالمدينة من الشرق ولوائين أحدهما آلي والآخر مشاة يحيطان بالقدس من الشمال ، لواء مشاة معزز بالمدفعية والدبابات يحتل جبل المكبر ويحيط بالقدس من الجنوب . بدأت القوات المعادية هجومها الساعة (0200) صباح يوم 6 حزيران 1967 ضد المواقع الأردنية (الشيخ جراح والمطلع) فتعرضت لها القوات الأردنية المرابطة في تلك المواقع وأوقعت بها خسائر جسيمة كما كانت المدفعية في منطقة القدس تقصف المواقع الإسرائيلية بتركيز وعنف شديدين حيث وصفها قادة العدو الإسرائيلي (المدفعية المسعورة) لشدة قصفها وتأثيرها من جهة وسرعة تنقل رماياتها بين الطرفين وتكبدت فيه القوات الإسرائيلية خسائر جسيمة بين أفرادها وآلياتها حتى أن خسائر العدو في تلة الذخيرة بلغت 50 قتيلاً و 150 جريحاً واستشهد وجرح من القوات الأردنية حوالي 106 أفراد وهم عدد أفراد السرية كاملة وهذا أن دل على شئ فإنما يدل على عظيم التضحية والشجاعة التي تحلى بها أبناء الجيش العربي وإصرارهم على القتال حتى آخر طلقة وآخر رجل وكل ذلك في سبيل القدس ومقدساتها وأهلها وقد التحم الطرفان في قتال شرس بالقنابل اليدوية والحراب والأيدي وقد اعترف العدو بخسائره وبضراوة قتال الأردنيين على لسان وزير دفاعه "موشي ديان" آنذاك.
معارك القطاع الشمالي (نابلس - جنين – طولكرم).
كانت القوات الأردنية موزعة على النحو الآتي لواء خالد بن الوليد في منطقة جنين ، لواء عالية في منطقة نابلس ، اللواء المدرع 40 احتياط + كتيبة دبابات مستقلة لتعزيز الألوية الأمامية وتدعيمها.
أما القوات الإسرائيلية فكانت مؤلفة من خمسة ألوية مشاه ومدرعة تسندها المدفعية وسلاح الجو .
لقد اشتبكت القوات الأردنية مع القوات اليهودية في مختلف المناطق التي كانت تسيطر عليها ودافعت عنها دفاعا مستميتا إلا أن مجموعة من العوامل أدت إلى أضعاف قدرة الجيش العربي الأردني وأثرت على معنوياته وشتتت جهده وبالرغم من كل هذا فما قدمه الجيش العربي الأردني في فلسطين تعجز الكلمات عن وصفه فهناك بطولات لكتائبه وألويته وأفراده تسجلها أرض فلسطين ويشهد عليها زيتونه وأرضها المباركة حتى لو جحد الجاحدون وتمادى ذوو القربى بظلم هذا الحمى ونكران وجحود بطولاته فتاريخه ناصع شهد به الأعداء قبل الأصدقاء .
نتائج الحرب وأسباب الهزيمة :
لقد دخل الأردن الحرب تضامناً مع الموقف العربي بالرغم من قناعته المطلقة بعدم استعداد الأمة العربية لذلك معتقداً أن أهم متطلباته من القوات البرية والجوية سوف يحصل عليها من قبل بدء المعركة من الدول العربية الحليفة غير أن أيّاً من هذه المتطلبات لم يتم تلبيتها .
نتيجة الحرب على المسرح الأردني ربما ستكون أفضل مما آلت إليه لو أن الأردن خاض الحرب وفق إستراتيجيته الخاصة به والتي كانت مخططة سلفاً بقيادة أردنية لمعرفته بطبيعة مسرح العمليات وكيفية التعامل معها في الميدان .
ضعف الجبهات العربية في الجولان وسيناء وسقوطها بيد اليهود زاد من قدراتها وهيأ الفرص لتوجيه كافة جهودها لدحر القوات الأردنية .
تلقي إسرائيل تعزيزات كبيرة من الأسلحة المتطورة من أوروبا وأمريكا.
تفوق إسرائيل في مجال سلاح الجو وعدم وجود غطاء جوي للقوات الأردنية لحمايتها.
أما الخسائر من الطرفين فكانت على النحو التالي : الجيش العربي الأردني700 شهيدأ و 6000جريحا ومفقوداً و180 دبابة و21 طائرة. الجيش الإسرائيلي 550قتيلا و 2400جريحا و400 دبابة و36 طائرة.
حرب عام 1973 (حرب تشرين) :
ما أن اندلعت الحرب في يوم 6 تشرين الأول عام 1973 بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى حتى قام الأردن بوضع قواته تحت درجة الاستعداد القصوى اعتباراً من الساعة 1500 من ذلك اليوم وصدرت الأوامر لجميع الوحدات و التشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضي السورية أو التعرض غرب النهر لاستعادة الأراضي المحتلة في حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية وأدت الإجراءات هذه إلى مشاغلة قوات العدو الإسرائيلي فالجبهة الأردنية من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب كبير من قواتها تحسباً لتطور الموقف على الواجهة الأردنية ونظراً لتدهور الموقف على الواجهة السورية فقد تحرك اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فأكتمل وصوله يوم 14 تشرين الأول عام 1973 وخاض أول معاركه يوم 16 تشرين الأول حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة 13 العراقية فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم .
أهمية المشاركة الأردنية في حرب 1973 .على الرغم من محدودية المشاركة الأردنية في حرب 1973 إلا أنها كانت إيجابية وفاعلة على المستويات الإستراتيجية والمعنوية ويمكن تلخيص هذه الأهمية بما يلي:
إشغال جزء من القوات الإسرائيلية على طول امتداد الجبهة الأردنية وحرصها على تعزيز قواتها على الجبهتين السورية والمصرية .
حرمان العدو الإسرائيلي من الالتفاف على الجزء الأيسر للقوات السورية وذلك من خلال تأمين القوات الأردنية الحماية لمحور درعا ودمشق والجناح الأيسر للقوات السورية .
تثبيت القوات الإسرائيلية في الجولان بمساعدة القوات العراقية ومنعها من تطوير عملياتها الهجومية وإجبارها على التحول إلى وضعية الدفاع .
تعميق مفهوم العمل العربي المشترك وتفعيله وتطبيقه على أرض الواقع .
نتائج الحرب على الأردن
إعادة العلاقات التي كانت مقطوعة بين الأردن وبعض الدول العربية .
استئناف المساعدات العربية التي كانت مقطوعة عن الأردن .
تحريك القضية الفلسطينية على المستوى السياسي. وبعد هذا العرض للحروب التي خاضها الجيش العربي الأردني نجد أن الالتزام بقضايا العروبة بقي الهدف الأسمى للأردن على الدوام على الرغم من شح موارده وضيق إمكانياته لكن نداء العروبة والواجب وشرعية الرسالة والتاريخ جعلت من الأردن بلداً عربي الهمة والموقف عصياً على الاختراق بإذن الله تعالى.
العدوان الثلاثي على مصر عام 1956
لقي إعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس في 26 تموز 1956 تأييداً كبير في الأردن وبالذات على الصعيد العسكري إذ وجه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه رسالة إلى الرئيس المصري في 28 تموز أكد فيها تضامن الأردن مع مصر ووقوفه حكومة وشعباً في مواجهة العدو المشترك.
بعد يومين صرح وزير الخارجية الأردني عوني عبد الهادي بأن الأردن يؤيد مصر وسيحارب إلى جانبها إذا ما لجأت بريطانيا وفرنسا إلى السلاح كما وجه اللواء علي أبو نوار رئيس أركان الجيش العربي الأردني مذكرة إلى السفير البريطاني في عمان طلب فيها مساعدة بريطانيا للأردن في حالة وقوع هجوم من إسرائيل عليها بموجب المعاهدة المعقودة بينها .
من جهة أخرى عمت الأردن مظاهرات ومهرجانات تأييداً لتأميم القناة وأخذ آلاف من الشباب يتجمعون حول الملحقية المصرية في عمان للتطوع في صفوف جيش التحرير المصري كما أخذ أفراد الحرس الوطني الأردني يسجلون أسماءهم في القنصلية المصرية في القدس للتطوع دفاعاً عن مصر حيث بلغ عددهم (1500) متطوع .
عندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر 29-30 تشرين الأول 1956 قوبل بردود فعل كبيرة ورافضة من قبل كل الأردنيين أثناء ذلك دعا جلالة الملك الحسين رحمه الله مجلس الوزراء بعقد اجتماع طارئ في اليوم التالي للعدوان حضره اللواء علي أبو نوار وطلب منهم إعداد الجيش لدخول الحرب ضد إسرائيل ووضع اتفاقية الدفاع المشترك على سوريا ومصر موضع التنفيذ فأعلنت الحكومة الأردنية التعبئة العامة وحالة الطوارئ في الأردن . وقررت في الأول من تشرين الثاني 1956 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا كما أبلغت السفير البريطاني في عمان بأن الأردن لن يسمح للقوات البريطانية باستخدام أراضيه للاعتداء على مصر أو أي قطر عربي آخر .وقد أكد المغفور له الحسين موقف الأردن قيادةً وحكومةً وشعباً على رفض العدوان وقال في اتصال هاتفي له مع الرئيس عبد الناصر " نحن مع مصر في محنتها وشدتها وإنني بكل قواتي وإمكاناتي سأخوض المعركة حتى النهاية " .
معركة الكرامة الخالدة 1968
أهداف المعركة
لم تكن بداية معركة الكرامة كما هو معلوم الساعة 5.30 في 21 اذار 1968 فقد سبق ذلك قيام إسرائيل بهجمات عديدة ومركزة من قصف جوي ومدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة ، ومهدت لذلك باستعداد واسع النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تغيير الحال العام بالمنطقة.... من حال الصمود الأردني العنيد ضد أرادتها إلى حال تحقق لها الهدف الذي أرادت الحصول عليه من حرب حزيران العدوانية وأراد العدو من المعركة تحطيم القيادة الأردنية وقواتها وزعزعة الثقة بنفسها ، حيث بقي الأردن يرفض نتائج حرب حزيران وبقى صامداً ثابتاً بحيويته ونشاطه وتصميمه على الكفاح من أجل إزالة اثار العدوان حيث اعتقدت القيادة الإسرائيلية مخطئة أن الجيش الأردني يعيش الهزيمة وهومشتت الصف بعد حزيران ، لكنها أخطأت التقدير فبقيت القيادة العسكرية الأردنية قادرة على إعادة تنظيم القوات وبسرعة فائقة ، وتمكنت من تحقيق ذلك بوقت قياسي واحتلت مواقعها العسكرية على الضفة الشرقية من النهر وبقيت روح القتال والتصميم على خوض المعركة أعلى ما تكون عليه روح القتال والتصميم في صمود أردني رائع.
لقد كانت وجهة العدو واضحة وأهدافه كبيرة ، حيث حشد قبل أيام من معركة الكرامة قواته لاحتلال مرتفعات البلقاء ، ذات الأهمية التعبوية الكبيرة ، وليقترب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على ضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق أحلامه المنشودة ، وقد تلخصت أهدافه بما يأتي :
إرغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.
محاولة كسب موطئ قدم على أراضٍِ شرقي نهر الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى القوات الأردنية.
زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة ، وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية وما آلت إليه حرب حزيران 1967م.
ومن هذه المفاهيم أخذ القادة الإسرائيليون يخططون لمهاجمة الأراضي الأردنية على جبهة واسعة، والاختراق في النقاط الضعيفة لتأمين ، الأهداف الحيوية التي تناسب استراتيجيتهم ، وليرغم الأردن بالتالي على الخضوع للمطالب الإسرائيلية بالشروط التي تريدها لفرض الحل السياسي الذي يناسبها.
والحقيقة ان الجبهة الأردنية لم تشهد هدوءاً أو استقراراً منذ حرب حزيران 1967 وحتى نشوب معركة الكرامة ، فقد وقع ما يزيد عن أربعة وأربعين اشتباكاً بالمدفعية والقصف الجوي والدبابات والأسلحة المختلفة ، كلها تبين نوايا العدو المبيتة، والتمهيد للمعركة المخطط لها لاحتلال مرتفعات السلط (البلقاء) والوصول إلى مشارف عمان للضغط على الأردن ولفرض الحلول التي يريدونها ، ولكن بدلاً من ذلك كله تلقت إسرائيل ضربة قوية من قواتنا الباسلة ردتها خائبة وأوقعت فيها خسائر لم تصب بها إسرائيل في حرب حزيران عام 1967م.
في 14 اذار عام 1968 وصلت إلى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية معلومات تفيد بوجود حشود معادية على طول الواجهة، وفي الأيام الأولى التالية ضاعف العدو نشاطه في الكشف والاستطلاع والتصوير وحشد قوات الدروع والمدفعية والمظليين في مواقع أمامية قرب نهر الأردن ، ومقابل غور الصافي جنوب البحر الميت ، وتمكنت قواتنا المسلحة بيقظتها وحرصها من تحديد ساعة الصفر للهجوم ، حيث كانت (0530) صباح يوم 21 آذار من عام 1968 وتم إشعار الوحدات بذلك منذ مساء يوم 20 آذار ولذلك كانت ردود فعل قواتنا إيجابية وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو.
مقتربات القتال
حشد العدو لمعركة الكرامة أفضل قواته تدريباً وخبرة قتالية فقد استخدم اللواء المدرع السابع وهو الذي سبق وأن نفذ عملية الإغارة على قرية السموع عام 1966 واللواء المدرع 60، ولواء المظليين 35، ولواء المشاة 80، وعشرين طائرة هيلوكبتر لنقل المظليين وخمس كتائب مدفعية 155 ملم و 105 ملم ، بالإضافة إلى قواته التي كانت في تماس مع قواتنا على امتداد خط وقف إطلاق النار ، وسلاحه الجوي الذي كان يسيطر سيطرة تامة على سماء وأرض المعركة ، بالإضافة إلى قوة الهجوم التي استخدمها في غور الصافي، وهي كتيبة دبابات وكتيبة مشاة آلية وسريتا مظليين وكتيبة مدفعية، حشد العدو هذه القوات في منطقة أريحا، ودفع بقوات رأس الجسر إلى مناطق قريبة من مواقع العبور الرئيسة الثلاثة، حيث كان تقربه ليلاً.
بدأ العدو قصفه المركز على مواقع الإنذار والحماية ثم قام بهجومه الكبير على الجسور الثلاثة عبر مقتربات القتال الرئيسة في وقت واحد حيث كان يسلك الطريق التي تمر فوق هذه الجسور وتؤدي إلى الضفة الشرقية وهي طريق جسر داميا ( الأمير محمد) وتؤدي إلى المثلث المصري، ثم يتفرع منها مثلث العارضة- السلط-عمان وطريق أريحا ثم جسر الملك حسين –الشونة الجنوبية وادي شعيب – السلط – عمان ثم جسر الأمير عبد الله ( سويمه، ناعور) عمان.
وفي فجر يوم 21 آذار 1968 زمجرت المدافع وانطلقت الأصوات على الأثير عبر الأجهزة اللاسلكية تعلن بدء الهجوم الصهيوني عبر النهر على الجيش الأردني الصامد المرابط.
القتال على مقترب جسر الأمير محمد (داميا)
اندفعت القوات العاملة على هذا الجسر تحت ستار كثيف من نيران المدفعية والدبابات والرشاشات المتوسطة فتصدت لها قوات الحجاب الموجودة شرق الجسر مباشرة ودارت معركة عنيفة تمكنت قواتنا خلالها من تدمير عدد من دبابات العدو وإيقاع الخسائر بين صفوفه وإجباره على التوقف والانتشار. عندها حاول العدو إقامة جسرين إضافيين ، إلا أنه فشل بسبب كثافة القصف المدفعي على مواقع العبور، ثم كرر اندفاعه ثانية وتحت ستر نيران الجو والمدفعية إلا أنه فشل ايضاً وعند الظهيرة صدرت إليه الأوامر بالانسحاب والتراجع غرب النهر تاركاً العديد من الخسائر بالأرواح والمعدات.
القتال على مقترب جسر الملك حسين
لقد كان هجوم العدو الرئيسي هنا موجهاً نحو الشونة الجنوبية وكانت قواته الرئيسة المخصصة للهجوم مركزة على هذا المحور الذي يمكن التحول منه إلى بلدة الكرامة والرامة والكفرين جنوباً ، واستخدم العدو في هذه المعركة لواءين(لواء دروع ولواء آلي) مسندين تساندهما المدفعية والطائرات
ففي صباح يوم الخميس 21 آذار دفع العدو بفئة دبابات لعبور الجسر، واشتبكت مع قوات الحجاب القريبة من الجسر ، إلا أن قانصي الدروع تمكنوا من تدمير تلك الفئة، بعدها قام العدو بقصف شديد ومركز على المواقع ودفع بكتيبة دبابات وسرية محمولة ، وتعرضت تلك القوة إلى قصف مدفعي مستمر ساهم في الحد من إندفاعه، إلا أن العدو دفع بمجموعات أخرى من دروعه ومشاته ، وبعد قتال مرير استطاعت هذه القوة التغلب على قوات الحجاب ومن ثم تجاوزتها ، ووصلت إلى مشارف بلدة الكرامة من الجهة الجنوبية والغربية مدمرة جميع الأبنية في أماكن تقدمها.
واستطاع العدو إنزال الموجة الأولى من المظليين شرقي الكرامة لكن هذه الموجة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح وتم إفشالها، مما دفع العدو إلى إنزال موجه أخرى تمكنت هذه الأخيرة من الوصول إلى بلدة الكرامة وبدأت بعمليات تدمير لبنايات البلدة، واشتبكت مع بعض قواتنا المتواجدة هناك في قتال داخل المباني، وفي هذه الأثناء استمر العدو بمحاولاته في الهجوم على بلدة الشونة الجنوبية ، وكانت قواتنا تتصدى له في كل مرة ، وتوقع به المزيد من الخسائر، وعندما اشتدت ضراوة المعركة طلب العدو ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار ، ولكن جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه أمر باستمرار القتال حتى خروج آخر جندي إسرائيلي من ساحة المعركة، وحاول العدو الانسحاب... إلا أن قواتنا تدخلت في عملية الانسحاب وحولته إلى انسحاب غير منظم فترك العدو عدداً من الياته وقتلاه في أرض المعركة.
القتال على مقترب جسر الأمير عبد الله
حاول العدو القيام بعملية عبور من هذا المقترب باتجاه ناعور – عمان وحشد لهذا الواجب قوات مدرعة إلا أنه فشل ومنذ البداية على هذا المحور ولم تتمكن قواته من عبور النهر بعد أن دمرت معظم معدات التجسير التي حاول العدو استخدامها في عملية العبور. وفي محاولة يائسة من العدو لمعالجة الموقف قام بفصل مجموعة قتال من قواته العاملة على مقترب وادي شعيب ودفعها إلى مثلث الرامة خلف قوة الحجاب العاملة شرق الجسر لتحاصرها، إلا أنها وقعت في الحصار وتعرضت إلى قصف شديد أدى إلى تدمير عدد كبير من آلياتها.
وانتهى القتال على هذا المقترب بانسحاب فوضوي لقوات العدو وكان للمدفعية الأردنية ونيران الدبابات وأسلحة مقاومة الدروع الأثر الأكبر في إيقاف تقدم العدو وبالتالي دحره خائباً خاسراً.
مقترب غور الصافي
لقد حاول العدو جاهداً تشتيت جهد القوات الأردنية ما أمكن ، وإرهاب سكان المنطقة وتدمير منشآتها ، مما حدا به إلى الهجوم على مقترب غور الصافي برتل من دباباته ومشاته الآلية ، ممهداً بذلك بحملة إعلامية نفسية مستخدماً المناشير التي كان يلقيها على السكان يدعوهم فيها إلى الاستسلام وعدم المقاومة ، كما قام بعمليات قصف جوي مكثف على قواتنا ، إلا أن كل ذلك قوبل بدفاع عنيف ، وبالتالي أجبر على الانسحاب. وهكذا فقد فشل العدو تماماً في هذه المعركة دون أن يحقق أياً من أهدافه على جميع المقتربات، وخرج من هذه المعركة خاسراً مادياً ومعنوياً خسارة لم يكن يتوقعها أبداً. لقد صدرت الأوامر الإسرائيلية بالانسحاب حوالي الساعة 1500 بعد أن رفض جلالة المغفور له الملك الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك وقف إطلاق النار، والذي كان يشرف بنفسه على المعركة ويقودها ويبعث روح الحماس بين جنوده وقواته وكان بتصميمه وإرادته القوية مثلاً رائعاً تعلم منه الجميع كيف تكون الإرادة الحرة القوية فوق كل اعتبار. لقد استغرقت عملية الانسحاب تسع ساعات نظراً للصعوبة التي عاناها الاسرائيليون في التراجع وبفضل القصف المركز من جانب قواتنا.
خسائر الطرفين
العدو عدد القتلى 250 قتيلاً وعدد الجرحى 450 جريحاً. تدمير 88 آلية مختلفة تمكن العدو من إخلائها وقد شملت 27 دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن و 20 دبابة وآلية مختلفة بقيت في أرض المعركة وإسقاط 7 طائرات مقاتلة.
قواتنا الباسلة عدد الشهداء 87 شهيداً وعدد الجرحى 108 جرحى. تدمير 13 دبابة و 39 آلية مختلفة.
نتائج المعركة
مع انتهاء أحداث المعركة يكون العدو قد فشل تماماً في هذه العمليات العسكرية دون أن يحقق اياً من الأهداف التي شرع بهذه العملية من أجلها وعلى جميع المقتربات وعاد يجر أذيال الخيبة والفشل فتحطمت الأهداف المرجوة من وراء المعركة أمام صخرة الصمود الأردني ليثبت للعدو من جديد بأنه قادر على مواصلة المعركة تلو الأخرى ، وعلى تحطيم محاولات العدو المستمرة للنيل من الأردن وصموده وأثبت الجندي الأردني أن روح القتال لديه نابعة من التصميم على خوض معارك البطولة والكرامة.
وفشل العدو في مخططاته التي عرفت من الوثائق التي كانت لدى القادة الإسرائيليين ، وتركت في ساحة القتال ، وهي احتلال المرتفعات الشرقية ودعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء فيها. كما جسدت هذه المعركة أهمية الإرادة لدى الجندي العربي والتي كانت على قدر عالٍ من القوة والتصميم وساهمت بشكل فعال في حسم ونجاح المعركة. كما أبرزت أهمية الإعداد المعنوي حيث كان هذا الإعداد على أكمل وجه ، فمعنويات الجيش العربي كانت في أوجها ، حيث ترقبوا يوم الثأر والانتقام من عدوهم وانتظروا ساعة الصفر "ساعة الكرامة " بفارغ الصبر للرد على الظلم والاستبداد.
وأبرزت المعركة حسن التخطيط والتحضير والتنفيذ الجيد لدى الجيش العربي. مثلما أبرزت أهمية الاستخبارات إذ لم ينجح العدو بتحقيق عنصر المفاجأة نظراً لقوة الاستخبارات العسكرية الأردنية والتي كانت تراقب الموقف عن كثب وتبعث بالتقارير لذوي الاختصاص حيث تمحص وتحلل النتائج فتنبأت بخبر العدوان من قبل إسرائيل مما أعطى فرصة للتجهيز والوقوف في وجهها.
كما برزت أهمية الاستخدام الصحيح للأرض حيث أجاد جنود الجيش العربي الاستخدام الجيد لطبيعة المنطقة وحسب السلاح الذي يجب أن يستخدم وإمكانية التحصين والتستر الجيدين بعكس العدو الصهيوني الذي هاجم بشكل كثيف دون معرفة بطبيعة المنطقة.
بعض ردود الفعل
قال حاييم بارليف رئيس الاركان الاسرائيلي في حديث له ان اسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران.
قال عضو الكنيست الإسرائيلي ( شلومو جروسك) لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا، وقال عضو الكنيست ( توفيق طوني) لقد برهنت العملية من جديد أن حرب الايام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع العربي الإسرائيلي.
طالب عضو الكنيست ( شموئيل تامير) بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في نتائج الحملة على الأرض الأردنية، لأن عدد الضحايا أكثر نسبياً في القوات الإسرائيلية.
وصف قائد مجموعة القتال الاسرائيلية المقدم( أهارون بيلد) المعركة فيما بعد لجريدة دافار الاسرائيلية بقوله( لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط).
قال أحد كبار القادة العسكريين العالميين وهو المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية في تلك الفترة( لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية).
تشكيلات القوات المسلحة [size=21] بعد قرار جلالة الملك الحسين رحمه الله تعريب قيادة الجيش في 1/3/1956م ، كان همه أن يجعل الجيش العربي جيشاً قوياً مدرباً و مسلحاً بأحدث الأسلحة ، ليكون قادراً على القيام بمهامه في الدفاع عن الوطن و تطويره من وحدات صغيرة إلى جيش مزود بأحدث الأسلحة و الخدمات و الكفائات المتطورة التي نشاهدها اليوم في مختلف تشكيلات القوات المسلحة . وعندما تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ، وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية ، أعاد هيكلة وبناء الجيش ، ليكون عنوان مرحلة البناء و التطور المستقبلية ، وليكون التطور تطوراً نوعياً من منطلق مرتكزات الأمن الوطني الأردني ، و تضم القوات المسلحة الأصناف الرئيسية الثلاثة :
البرية الجوية البحرية
وهي منظمة في مناطق و تشكيلات عسكرية و قواعد جوية و قاعدة بحرية حديثة ، وتضم الأسلحة التالية :
سلاح المشاة و المشاة الآلية
شهد تطوراً في نواحي عدة ، فالتجهيزات خفيفة الوزن وذات نوعية متميزة وملائمة للظروف المختلفة و قابلية للحركة . وشهد تطوراً في وسائل المواصلات ، و استخدام التمارين التعبوية و الإلكترونية لرفع مستوى كفائة الأفراد القتالية ، لذلك يمتاز هذا السلاح بمنظومة متكاملة من الأسلحة و الكفائة القتالية .
العمليات الخاصة
كان هذا السلاح وحدة مظليين ، ثم صدر الأمر الملكي بتشكيل القوات الخاصة عام 1971 م ، و شملها التطوير و التحديث . واحتراف منتسبوها اللياقة البدنية المتميزة وتنفيذ المهام القتالية ، ورياضة الدفاع عن النفس ، وشاركت في العديد من مهام حفظ السلام الدولية باقتدار . وكان جلالة الملك عبد الله الثاني قائداً لهذه القوات وعايشها . وتم دمج القوات الخاصة ولواء الملك الحسين بن علي و مدرسة القوات الخاصة لتتشكل العمليات الخاصة حيث أوكل لها مهمة الدفاع عن الوطن في الأمن الداخلي أو عمليات خاصة خارج الوطن وزودت باحدث الأسلحة و المعدات و التقنيات المتطورة,ان قوات الامن الخاصه هي من اشرس القوات الاردنيه واخص بذكر قوات 91 التي هي تواجه الارهاب في شتى اماكن المملكه الاردنيه او خارج المناطق الأردنية.
سلاح الدروع الملكي
تشكل هذا السلاح وزود بمدرعات و دبابات و معدات حديثة ، وقام الضباط الأردنيون من المهندسين الفنيين على تعديلها فنياً و تطويرها لرفع كفائتها و ادائها بحيث اصبحت مدرعات ذات كفائه عاليه.
سلاح المدفعية الملكي
تم تشكيل العديد من وحدات المدفعية الجديدة التي يتمتع أفرادها بكفائة عالية في استخدام الأسلحة المزودة بجهاز الحاسوب و الرادارات المتطورة ، و أحدث أجهزة الرصد التي تحقق مستوى عالياً من الكفائة و الجاهزية و قابلية الحركة و المناورة ، و يمتلك أفضل أنواع الأسلحة و الذخائر . اشترك سلاح المدفعية الأردني في معارك خاضها الجيش العربي ببسالة وتضحية و صمود .
الدفاع الجوي الميداني الملكي
تم تزويد الدفاع الجوي بشبكة صواريخ و أطقم مدربة لهذا السلاح ؛ لتدافع عن سماء المملكة ، وتم تزويده بالرادارات الحديثة .
سلاح الهندسة الملكي
تطور هذا السلاح وتم تشكيل العديد من وحدات الهندسة لتبقى قادرة على خدمة تطور القوات المسلحة و تنظيمها الحديث . وقد زوج بالتجهيزات و الآليات التي أسهمت بفعالية بتنفيذ العديد من مشاريع التنمية في المملكة ، وقدم هذا السبلاح خدمات وجهوداً متواصلة في السلم و الحرب ، وساهم في نزع الألغام الخطرة في العديد من مناطق العالم .
سلاح اللاسلكي الملكي
يمتاز بشبكة اتصالات حديثة مع وحدات القوات المسلحة التي تعمل في مختلف الظروف الجوية لتأمين الاتصال الميسر بين وحدات وتشكيلات الجيش جميعها . ويضم كلية الشريف ناصر بن جميل للاتصالات العسكرية التي تؤهل كوادر مدربة على مختلف أجهزة الاتصالات السلكية وللاسلكية ، ومديرية الحرب الالكترونية التي تقوم برصد الاتصالات باستخدام أجهزة الحاسوب ، وتسهم بتقديم خدمات الصيانة للمعدات الالكترونية في المؤسسات الأخرى للمملكة.
سلاح الصيانة الملكي
تشكل هذا السلاح وحقق انجازاً كبيراً بكفائة عالية ، وتم إنشاء مشاغل الحسين الرئيسية ذات المستوى التكنلوجي العالي و مشغل المعدات الالكترونية ، و أدخلت تعديلات متطورة على أسلحة الجيش ؛ لتتلائم مع طبيعة ظروف و عمل القوات المسلحة الأردنية . و تم إنشاء مركز الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتصميم و التطوير (kaddb) ليكون مركزاً للصناعات الدفاعية . ويعد سلاح الصيانة الملكي مصدراً أساسياً لرفد السوق المحلي بالكوادر الفنية المدربة مما يساهم في التنمية الوطنية .
سلاح التموين و النقل الملكي
يقوم بتأمين متطلبات الدعم من مواد التموين و المحروقات للقوات المسلحة ، و المساهمة في عمليات نقل الآليات المجنزرة من موقع إلى موقع بالإضافة إلى تأمين وسائط النقل الحديثة لنقل أفراد القوات المسلحة من موقع عملهم إلى مناطف سكناهم أثناء الإجازة .
سلاح الجو الملكي
بدأة نواة قوة طيران الجيش العربي بطائرات مروحية لأغراض التدريب و النقل و البريد ثم تواصل تطويره وزود بطائرات مقاتلة و عمودية حديثة و طائرات للنقل و التدريب .
القوة البحرية الملكية
كان الاهتمام بتعزيز قدرات سلاح خفر السواحل عن طريق تجهيزه بالزوارق و معدات الغطس و الغوص ، وزود بزوارق حربية حديثة مجهزة بالأسلحة و المعدات لحماية شواطىء المملكة ، وتأمين الحماية و المساعدة للسفن و البواخر التي ترسو في ميناء العقبة ؛ لتنشيط الاقتصاد الوطني
| |
|
روح الهدى
عدد المساهمات : 4 نقاط التقييم : 10 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: معلومات مفصلة عن الجيش العربي الاردني الثلاثاء أغسطس 09, 2011 1:31 am | |
| معلومات قيمة يعطيك الف عافية يا مبدع | |
|