ما كتبته مجلة "هي" عن الملكة رانيا العبدالله من انجازات ... كل ما يتعلق بالملكة رانيا
تشرفت بلقاء الملكة رانيا العبد الله في مكتبها بالعاصمة الأردنية عمان في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، ولا يمكن أن أصف مشاعر السعادة التي غمرتني لأنها خصتني بهذه اللفتة الكريمة قبل أسبوع من مناسبة يوم ميلادها الذي صادف في الحادي والثلاثين من شهر أغسطس /آب الماضي، وكانت فرصة ثمينة لي لأتامل مرة أخرى وعن قرب هذه الملكة التي سحرت قلوب القريبين والبعيدين، وترددت أصدء أعمالها ونشاطاتها الإنسانية الخيرية وإنجازاتها العملية في كل مكان، وباتت الشخصية النسائية العالمية التي تتسابق معظم وسائل الإعلام لتناقل أخبارها، وتكاد تكون الشخصية الأولى عالميا في الألقاب التي اطلقت عليها (حامية حقوق النساء والأطفال، المحسنة الدائمة، أقوى نساء العالم، أجمل نساء العالم، وملكة الأناقة والموضة..).
وأعترف بأنني عندما تأملت وجه الملكة رانيا لم ألمس اختلافا جذريا أو كبيرا عما رأيته خلال المرات الكثيرة التي التقيتها فيها على مدى أكثر من عشر سنوات، قضتها إلى جانب زوجها الملك عبد الله الثاني وهما يبذلان كل ما في وسعهما لخدمة بلدهما وشعبه. فما زالت هذه الملكة الشابة تشع عنفوانا ونضارة وتألقا، وتزداد جمالا وسحرا وجاذبية، والأهم أنني لمست وبعد تبادل الحديث معها أنها لم تتغير من الداخل، بل تزداد ثقة وإيمانا بكل قضية تتبناها، وبكل ما تقوم به من أعمال رغم الأعباء الكثيرة التي تقع على كاهلها، وخصوصا أنها تعتبر كل قضية تتبناها قضية مصيرية، ولعل شغلها الشاغل حاليا قضية التعليم، ليس في بلدها فقط إنما في فلسطين والدول العربية وأفريقيا وأفقر دول العالم.
الملكة رانيا العبد الله، خصت مجلتنا "هي" التي ترافقها دائما في أعمالها ونشاطاتها، بتصريح خاص بمناسبة يوم ميلادها الأربعين قالت فيه:
"لقد أنعم علي، سبحانه وتعالى، كثيرا خلال العقود الأربعة الماضية. واليوم أنا أم لأربعة أمراء، وزوجة ملك، وفي منصب أستطيع من خلاله أن أحدث تغييرا فيما أراه بحاجة لذلك.
والحاجة إلى التعليم في وطننا العربي ملحة. وأعتبر تعليم كل طفل واجبي، ومسؤولية ستحاسبنا عليه الأجيال القادمة. لأن بصمتنا على هذه الحياة نطبعها نحن.. أين وكيفما شئنا، فإما أن تأتي ضعيفة تمحى مع مرور الأيام، أو تبقى برهانا على أننا لم نمر في هذه الحياة عابرين. وأننا لم نأخذ دون أن نعطي، ولم نستمتع بحواسنا فقط، بل سخرناها للاستماع، والإبصار، وتلمس حاجات الغير".
في مواضيعنا ولقاءاتنا وأخبارنا الكثيرة التي نشرناها في أعدادنا الماضية سلطنا الضوء على تفاصيل كثيرة من حياتها الخاصة والعامة وتابعنا كل نشاطاتها وفي هذا الموضوع سنسلط الضوء على الموضوع الذي يشغل بالها حاليا وهو موضوع التعليم، المحور الأبرز في جهودها خلال هذا العام والعام الماضي، حيث سجلت انجازات رسمت ملامح التغيير الايجابي على واقع البيئة المدرسية وبرامج التعليم والتعلم والتفاعل مع الطلبة والهيئات التعليمية ايمانا منها ان الجميع شريك في التعليم الذي هو مستقبل البشرية وفيه رفعة الاردن والبلدان العربية.
وقد أطلقت الملكة رانيا عدداً من المبادرات المحلية والإقليمية والعالمية، ركز بعضها على التعليم والآخر على حوار الثقافات.
فقد أطلقت السابع من أبريل/ نيسان الماضي، المرحلة الثالثة من مبادرة "مدرستي" التي كانت قد بدأت في نيسان عام 2008 بهدف تحسين البيئة التعليمية في 500 مدرسة حكومية في محافظات الأردن، ضمن خمس مراحل تشمل كل مرحلة مائة مدرسة، من خلال إجراء أعمال الصيانة فيها وتطبيق مجموعة من البرامج التعليمية والتوعوية التي تهدف إلى إغناء مهارات وكفاءات الطلاب في تلك المدارس.
وضمن مرحلتيها الأولى والثانية، وصلت "مدرستي" إلى 200 مدرسة وأثرت في أكثر من 110 الآف طالب وطالبة. وساهمت في رفع مستوى التحصيل العلمي والتقليل من نسب التسرب من المدارس.
وتتميز "مدرستي" بقدرتها على حشد دعم مؤسسات القطاع الخاص، وإشراك المجتمعات المحلية في ملكية المدرسة من خلال تشكيل لجان محلية تجمع التبرعات وتنظم النشاطات التوعوية والإرشادية.
وفي 18 أبريل/نيسان، أطلقت مبادرة "مدرستي فلسطين" لإجراء الصيانة وتطبيق مجموعة من البرامج التعليمية والتوعوية التي تهدف لتطوير نوعية العملية التعليمية للمعلمين والطلاب، في مجموعة من مدارس القدس الشرقية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.
وبدأت أعمال الصيانة في نهاية شهر تموز، بعد أن تم تحديد الاحتياجات الأساسية لتلك المدارس بالتعاون مع المسؤولين فيها.
وتتبنى "مدرستي فلسطين" نهج إشراك المجتمعات المحلية في تطوير العملية التعليمية من خلال إنشاء لجان محلية تضم طلاباً وطالبات، معلمين ومعلمات، وأهالي وأشخاص فاعلين من المجتمع المحلي.
وبعد يومين من إطلاق المبادرة أطلقت الملكة رانيا شبكة المرأة العربية لدعم "مدرستي فلسطين". واستطاعت الشبكة التي تضم سيدات من العالم العربي (يقمن باستضافة وتنظيم برامج خاصة لحشد الدعم للمبادرة) جمع أكثر من مليون دولار خلال ثلاثة أشهر.
وعن مؤسسة ديزني العالمية صدر للملكة رانيا كتاب The Sandwich Swap "مبادلة الشطائر" والذي تصدر قائمة أكثر كتب الاطفال المصورة مبيعا في قائمة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لمدة أسبوعين وقت اطلاقه في الولايات المتحدة الامريكية. ويذهب ريع الكتاب لدعم "مدرستي الأردن"، وقد بيعت إحدى نسخ الكتاب موقعة من الملكة رانيا خلال أحد الأنشطة التي أقيمت في البحرين، بمبلغ 21 ألف دولار لدعم مبادرة "مدرستي فلسطين".
وفي 28 يونيو/حزيران، أطلقت الملكة رانيا من عمان الطبعة العربية من كتابها تحت عنوان "سلمى وليلي"، الذي صدر عن دار الشروق المصرية. ويقدم الكتاب للأطفال درساً عن أهمية تقبل الآخر من الثقافات المختلفة.
وكانت الملكة رانيا قد دشنت والأمير طلال بن عبد العزيز مبنى الجامعة العربية المفتوحة / فرع الأردن.
كما شاركت في إطلاق الفرع المصري لمجموعة القيادة العربية للاستدامة في القاهرة، بعد أن كانت قد أطلقت مجموعة القيادة العربية للاستدامة خلال كلمة لها في مؤتمر المبادرة العالمية لإعداد تقارير الاستدامة في أمستردام في آيار عام 2008 وهي أول مجموعة من نوعها في المنطقة للالتزام بالاستدامة.
وفي نوفمبر/تشرين ثاني من العام الناضي سلمت الجوائز للفائزين بأولى دورات جائزة المدير المتميز والدورة الرابعة لجائزة المعلّم المتميز، والتي كانت الملكة رانيا أطلقتها لتشجيع التميز بين المدراء والمعلمين.
كما أطلقت مسابقة للتبادل السياحي على موقع تويتر بهدف الترويج للأردن كواجهة سياحية. وطلبت من مستخدمي الموقع أن يصوروا أفلاماً قصيراً يتحدث فيها الأردنيون عما يحبونه في بلدهم، وأن يتحدث المشاركون من غير الأردنيين عن سبب رغبتهم في زيارة الأردن.
وأطلقت أيضا في مقال نشرته الصحف المحلية حملة خلال شهر رمضان المبارك لدعم صندوق الأمان لمستقبل الأيتام، الذي كانت قد بدأته بحملة أطلقت عام 2003.
وحصدت الملكة رانيا أخيرا على عدد جديد وكبير من الجوائز والتقديرات العربية والعالمية، ففي 9 مايو/أيار الماضي، حصلت على جائزة "فارس العطاء العربي" تقديرا لعملها في دعم حق الأطفال في الحصول على التعليم ولأعمالها في المجالات الاجتماعية والانسانية. وألقت كامة خلال تسلمها الجائزة كلمة تناولت فيها ما يواجهه حوالي ستة ملايين طفل عربي خارج الصفوف المدرسية من تحديات، ووضع الأطفال في فلسطين وما يعانونه في ظل الاحتلال، كما تحدثت عن الإنجازات التي حققتها الإمارات في مجال تعليم الأطفال لضمان التحاقهم بالمدرسة.
وكان مشروع "اكسبو ميلان" قد اختار الملكة رانيا رئيسة فخرية لمشروعه "اكسبو النساء"، ضمن معرضه العالمي الذي سيقام في ميلان عام 2015، ويركز المشروع على القضايا المختلفة التي تواجهها المرأة في العالم، ويتطلع لإطلاق مشاريع مخصصة لقضايا المرأة.
وحفل العام الماضي باطلاقها حملة "هدف واحد" التي تهدف إلى ضمان حصول 72 مليون طفل وطفلة غير ملتحقين بالمدارس في افريقيا وافقر دول العالم على الفرصة للالتحاق بالمدارس والحصول على التعليم مع حلول عام 2015.
وفي 20 أغسطس/آب من العام الماضي أعلنت الملكة رانيا من لندن اطلاق حملة "هدف واحد" بدعم من مبادرة التعليم للجميع والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وقالت يومها: "إن انكار حق الاطفال في التعليم هو جريمة تستحق كرتاً أحمر"، وأشارت إلى أنه "عندما لا يحصل الأطفال على التعليم، المجتمع بأكمله يخسر. لأن التعليم أكثر من كونه مجرد حق.. إنه علاج".
وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه أُعلن في نيويورك عن اختيار الملكة رانيا مؤسساً ورئيساً مشاركاً لحملة "هدف 1". وفي 21 كانون أول، تسلمت جائزة الفيفا الرئاسية لعام 2009، خلال حفل تتويج أفضل لاعبي عام 2009 في زيورخ، تقديراً لدورها كمؤسس ورئيس عالمي مشارك وداعم لحملة "هدف 1: التعليم للجميع" .
واستثمرت الملكة رانيا مشاركتها في عدد من المؤتمرات الدولية لدعم حملة "هدف 1"، وتواصلت مع معظم نشاطات الحملة عالميا فكانت المحفز الكبير لعدد من نشطاء العمل الاجتماعي وصناع القرار، وحصلت الحملة على التزام عدد من لاعبي كرة القدم اللامعين، ودعم عدد من القادة ورجال السياسة أمثال: رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وفي 21 أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي، تسلمت الملكة رانيا جائزة "التفاحة الذهبية" من منظمة "ماريسا بليساريو" الايطالية التي تساهم في تعزيز دور المرأة في جميع المجالات، لأعمالها الإنسانية والتزامها بالسعي نحو تحقيق السلام ومنح المرأة والأطفال حول العالم حقوقهم.