مختصون: التبرع بالدم مفيد صحيا.. والصيام ليس مانعا دونه
عمان ـ الدستور ـ كوثر صوالحة
«الصيام لا يمنع التبرع بالدم».. هكذا ابتدأ والد أحد مرضى التلاسيميا حديثه، مضيفا «لا بد أن يكون هناك توعية من قبل الوزارة وبنك الدم حول أن التبرع أمر مهم وضروري ولا ضرر منه في أيام الصيام، إلا أن الضرر سيلحق بابني وبعدد كبير من المرضى».
ويقول «ابني يعاني بسبب مرضه وبسبب ما يتحمله من عناء مسافات الطرق التي يقطعها للوصول الى المستشفى، وكان يقوم بهذا العناء مرة واحدة في الشهر الا انه الان يقوم به كل 15 يوما بعد أن بدأ بنك الدم يمنح المريض منهم فقط وحدة كل اسبوعين، أما ولدي وزمرة دمه O+ فيأخذ وحدة دم واحدة فقط اضافة الى وجود نقص في دواء الحديد والفوليك اسيد.
احمد سلامة، وهو احد المرضى، قال ان هناك طلبا كبيرا على زمر الدم لاسيما زمرة الدم o+ وبالتالي بدأ بنك الدم يعطي أصحاب هذه الزمرة وحدة واحدة وليس وحدتين وهذا بسبب عدم وجود متبرعين في شهر رمضان المبارك حيث يعتقد الكثيرون أن التبرع بالدم فيه نوع من الضرر على الصحة بسبب ان الانسان يكون صائما.
وطالب احمد بان يكون هناك برنامج توعوي تثقيفي لحث المواطنين على التبرع بالدم وان يكون هناك توعية للمواطنين تبين لهم ان التبرع بالدم اثناء الصيام لا يضر بالجسم على الاطلاق.
أماني نظام الدين تشارك احمد الرأي وتدعو الى زيادة التوعية حول التبرع بالدم في رمضان وان لا ضرر من ذلك لان هذا التردد في التبرع بالدم يؤدي الى اصابة المرضى بالكثير من العناء.وتضيف «كنا نأخذ وحدتين لمدة شهر كامل وبالتالي هناك توفير في الوقت والجهد، اما الحضور كل 15 يوما كما يحصل الان للحصول على الوحدة فهذا فيه الكثير من العناء على المريض وعلى الاهل في ذات الوقت».
وبينت أماني أن معاناة مرضى التلاسيميا ايضا ليس في الحصول على الدم ولكن ايضا هناك نقص في بعض الادوية مثل الحديد اكس جيد والفوليك اسيد، وهذان علاجان مهمان جدا بالنسبة لمرضى التلاسيميا.
سهاد تقول «كل عام في هذه الايام نعاني ذات المعاناة، والسبب ان المواطنين يخافون التبرع بالدم في رمضان ظنا منهم ان ذلك سوف يضرهم صحيا، وهذا الموضوع بتأكيد الاطباء غير صحيح على الاطلاق بل ان التبرع بالدم مفيد جدا لذلك يجب ان تقوم الجهات المختصة من الوزارة وبنك الدم والجمعية بحث المواطنين على التبرع وتوضيح الفائدة الحقيقية من ذلك وعدم وجود اي خطورة من التبرع بالدم في رمضان وغير رمضان لان ذلك يخفف عنا معاناتنا في الحياة».
ويؤكد أخصائيون أن التبرع بالدم لا يؤثر على الصحة سلبا بل يؤثر عليها بشكل ايجابي حيث ثبت أنه في كل مرة تتبرع بالدم فإن الجسم يتخلص من بعض الحديد الذي يحتويه والذي إذا ما ارتفع مستواه بالدم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن الحديد يعجل باكسدة الكوليستيرول ويزيد من تلف الشراين الصغيرة.كما ثبت ان الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة هم أقل تعرضا للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم اضافة الى ان التبرع بالدم ينشط النخاع العظمى (وهو المسؤول الوحيد في الجسم عن تكوين خلايا الدم)، فبينما يتجدد دم الإنسان طبيعيا كل 120 يوما يتجدد دم المتبرع المنتظم كل 20 يوما فقط أي أسرع بستة أضعاف، كما أن خلايا الدم الجديدة أنشط في نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم، ما يؤدي إلى زيادة النشاط والحيوية. فكأن الله يبدل المتبرع بكيس دم أفضل مما تبرع به، اضافة الى ان الفحوصات المخبرية والتحاليل التي تجرى في كل مرة للتبرع تُطمئن المتبرع على صحته بصورة دورية اضافة الى زيادة نشاط الدورة الدموية حيث ان فقد كمية من الدم يجعل القلب يضخ كميات أقل بنفس الحاجة السابقة إلى سائر الجسم، ما ينظم العمل بالكمية المتبقية من الدم في الجسم ويكون هناك نشاط إضافي لحركة الدم في الجسم.
والتبرع بالدم هو سحب أو إعطاء كمية من دم جسم الإنسان تقدر بحوالي 450 سم3. وهذا يكون حوالي 12% من إجمالي كميات الدم بجسم الإنسان البالغ ذي وزن اكثر من 50 كيلوجراما. وعادة تكون التبرعات بالدم بكل دول العالم على مبدأ التطوع لإعطاء الدم دون مقابل مادي.
ويكون التبرع بالدم بمراكز مخصصة لسحب الدم من الجماهير تحت ضوابط معينة للحفاظ على سلامة المتبرع أولا ثم سلامة الدم المنقول إلى المرضى. ويقوم الجسم بتعويض هذه الكمية المسحوبة من الدم بسرعة. وتقدر الفترة من عدة أيام إلى شهرين وذلك حسب نوع الخلايا، فهنالك خلايا تعوض خلال ساعات إلى أيام وأخرى تعوض خلال أيام إلى فترة لا تزيد عن شهرين.
التاريخ : 25-08-2011
0